اهلا وسهلا

اذا لم يعجبك شيء من كلامي فتجاوزه الى ما يعجبك منه واستغفر لي بحلم وصحح لي بعلم

2010/02/19

الصابرة




الكلام عن الصبر يطيب ، كيف لا وهو يبين لنا من خلاله معادن الناسِ ، وقوة إيمانهم ، وصبرهم ورضاهم بما قسمه الله وقدره .

ولما رأيتُ الدهر يؤذن صرفه *** بتفريق ما بيني وبين الحبائب
رجعتُ إلى نفسي فوطنتها على *** ركوبِ جميل الصبر عند النوائب
ومن صحب الدنيا على سوء فعلها *** فأيامه محفوفة بالمصائب
فخذ خلسةً من كل يوم تعيشه *** وكن حذراً من كامنات العواقب

والله لو نطق الصبر لقال : هذه هي الصابرة ... لطالما وصفت المرأة بالجزع والهلع ، لكن مع الإيمان ينتقل ذلك إلى صبرٍ ورضا ، امرأتنا هذه ، لها مع الصبرِ شأن عجيب ، تقول إحدى الأخوات في رسالتها : هي قصة لامرأة وقفت على فصولها ، هذه المرأة تزوجت ، وانتظرت أكثر من عشرين عاماً ، تنتظر على إثر ذلك ريحانةً لقلبها ، تنتظر مولوداً يشنف سمعها بلفظ الأمومة ، ولكن ، لم يقدر الله تعالى لها من ذلك الزوج أولاداً ، طلبت الانفصال عن هذا الزوج ، ، مع حبها الشديد له ، لكن عاطفة الأمومة لديها سيالة ، انفصلت عن زوجها وتزوجت بآخر ، فوهبها المنعم المتفضل بعد طول مدةٍ مولوداً ذكرا ، وفي أثناء حملها ، طلقها هذا الرجل ، فوضعت حينها قرة عينها ، بعد طول ترقب وانتظار ، وحينها تقدم لها الكثير من الخطاب ، ولكنها رفضتهم جميعاً لتربي ولدها ، عكفت على تربيته ، لقد علقت فيه آمالها ، ورأت فيه بهجة الدنيا وزينتها ، انصرفت إلى خدمته في ليلها ونهارها ، غذته بصحتها ، ونمته بهزالها ، وقوته بضعفها ، كانت تخاف عليه من رقة النسيم ، وطنين الذباب ، كانت تؤثره على نفسها بالغذاء والراحة ، أصبح هذا الولد قلبها النابض ، تعيش معه وتأكل معه ، وتشرب معه ، تؤنسه ، تمازحه ، تنتظره وتودعه ، حين يذهب في المجالس وبين الأقارب يحلوا لها الحديث بطرائفه ونوادره ، تهب البشائر والأعطيات لكل من يبشرها بنجاحه أو قدومه من سفره ، ولما لا وهو وحيدها وثمرة فؤادها .
تعد الأيام والشهور لترى فلذة كبدها يكبر رويداً رويدا .. كبر ذالك الطفل ، وأصبح شاباً يافعا ، واستوى عوده ، واشتد عظمه ، كانت تقف أمامه مزهوة شامخة ، كانت تجاهد على إعانته على الطاعة ، كيف لا ، وهي كما تقول الأخت : عرفت منذ الصغر بطول قيامها وتهجدها ، لا تدخل مجلساً إلا وتذكر الله وتنهى فيه عن فحش القول أو البذاءة ، وهي مع ذلك من أهل الصلاة والصدقة ، لطالما تاقت نفسها أن تسمع صوت وحيدها يؤم المصلين في المسجد الحرام ، لكم تمنت أن يجعل الله له شأن يعز به دينه ، لقد كانت كثيراً ما تختلي بنفسها في أوقات الإجابة تدعو ربها ، وكم كان اسمه يسيطر على دعائها .
لا تنامُ إلا بعد أن ينام ، ثم تقوم مرة أخرى وتدخل عليه لتعيد غطاءه ، وتصلح حاله ، تفعل ذلك في الليلة الواحدة أكثر من مرة .
الله أكبر ، مبلغ الحنانِ ومنتهاه ! أحسبُ أنكم تقولون كفى ، فقد أبلغتِ في الوصف والثناء ، لستِ والله بمبالغة ، فهذه حالها مع ولدها .
عزمت على تزويجه ، لترى ولده وحفيدها ، بدأت تبحث له عن عروس ، ثم سعت إلى تقسيم منزلها إلى قسمين ، العلوي له ، والسفلي لها ، دخلت عليه في يوم من الأيام كالعادة ، نادته لم يرد عليها ، خفق قلبها ، رفعت يده فسقطت من يدها ، هزته بقوة ، لم يتحرك ، بادرت بالاتصال على قريب لها ، حضر على عجل ، فحمله إلى المستشفى ، أحست أن في الأمر شيئا ، لكنها على أمل ، فماذا عملت ، لقد كان من أمرها عجبا !! توضأت ثم يممت شطر سجادتها ، وسألت ربها أن يختار لها الخيرة المباركة ، وصلت ، وبعد سويعات ، وإذا وحيدها قد مات ، نعم ، بعد أربعين سنة ، عشرون سنة ترقبه ، وأخرى مثلها تربيه ، ضاع ذالك في لحظة واحدة ، وما كان منها حينما بلغها الخبر ، إلا أن قالت : وحيدي مات ، ثم استرجعت ، ثم رددت كثيرا : الحمد لله ، الحمد لله ، الحمد لله.. ، تقولها بثبات وصبر ، لم تندب ولم تصرخ ، ولم تشق جيباً أو تلطم خدا .
هذه هي ثمرة الإيمان تظهر في أشد المواقف وأصعبها وأحلكها ، كان وقع الصدمة شديداً على كل من عرف ، بعض قريباتها يبكين أمامها ليس لفقد الولد ، ولكن رأفةً بحالها ، كانت تنهاهن بحزم وهدوء ، وتقول بلهجتها : ما هذا الخبال ، ربي أعطاني إياه ، أنا راضية والحمد لله أنها لم تكن في ديني .
لله أكبر ، لقد ضربت أروع الأمثلة في الصبر والرضا ، إلا أن بعض النفوس الضعيفة ، من اللاتي يجهلن التسليم والرضا بالقدر ، لم يستوعبن موقفها ، فمن قائلة : لعلها أصيبت بحالة نفسية ، ومن قائلةٍ : هي ذاهلة ولم تستوعب بعدُ وفاته ، وفي تلك الليلة التي مات فيها فلذة كبدها ، حان وقت طعام العشاء ، فكان من أمرها عجبا ، امتنع الكثير عن تناوله ، أما هي فقد مدت يدها إلى الطعام وهي تقول : والله ليس لي رغبة فيه ، ولكني مددتُ يدي رضا بقضاء الله وقدره .
الله أكبر ، ما أعظم موقفها ، لقد كانت تشعر بالحرقة ، لكن على سجادتها بين يدي ربها تناجيه وتدعو لوليدها ، نعم ، فقدت فلذة كبدها ، لكنها في الوقت نفسه المؤمنة الراضية ، لقد حول صبرها ورضاها مع حسن ظنها بالله تعالى حول هذه المحنة إلى منحة ، حينها يكون لها حسن العقبى في الدارين بإذن الله "

2010/02/15

بسمة

هيا نرسم بسمة
كانت هذه الفتاة الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها الست سنوات بائعة المناديل الورقية تسير حاملة بضاعتها على ذراعها الصغير ..
فمرت على سيدة تبكي فتوقفت أمامها لحظة تتأملها ... فرفعت السيدة بصرها للفتاة والدموع تغرق وجهها ..
فما كان من هذه الطفلة إلا أن اعطت للسيدة مناديل من بضاعتها ومعها إبتسامة من أعماق قلبها المفعم بالبراءة وانصرفت عنها قبل أن تتمكن السيدة من إعطائها ثمن علبة المناديل
وبعد خطوات استدارت الصغيرة ملوحة للسيدة بيدها الصغيرة ومازالت ابتسامتها الرائعة تتجلى على محياها
عادت السيدة الباكية إلى إطراقها ثم أخرجت هاتفها الجوال وأرسلت رسالة ( آسفة ... حقك عليا)
وصلت هذه الرسالة إلى زوجها الجالس في مطعم مهموم حزين!!!
فلما وصلت إليه الرسالة ابتسم وما كان منه إلا أنه أعطى
( النادل ) 50 جنيها مع ان حساب فاتورته 5 جنيهات فقط !!!
عندها فرح هذاالعامل البسيط بهذا الرزق الذي لم يكن ينتظره فخرج من المطعم
ذهب إلى سيدة فقيرةتفترش ناصية الشارع تبيع حلوى فاشترى منها ب 1 جنيه وترك لها 10 جنيهات صدقة وانصرف عنها سعيداً مبتسماً!!!
تجمدت نظرات العجوز على ال10 جنيهات فقامت بوجه مشرق وقلب يرقص فرحاً ولملمت فرشتها وبضاعتها المتواضعة وذهبت للجزارتشتري منه 4 قطع لحم ورجعت إلى بيتها لكي تطبخ طعام شهي وتنتظر عودة حفيدتها وكل مالها من الدنيا جهزت الطعام و على وجهها نفس الإبتسامة التي كانت السبب في انهاستتناول ( لحم ) ... لحظات وانفتح الباب ودخل البيت الصغيرة بائعة المناديل متهللة الوجه وابتسامة رائعة تنير وجهها الجميل الطفولي البريء
يقول رسولنا الحبيب : ( تبسمك في وجه اخيك صدقة)
ما رأيكم لو كل منا حاول أن يفعل كما فعلت هذه الطفلة الرائعة
ماذا لو حـاولنا رسم ابتسامة مـن القلب على وجه مهمـوم
لو حاولنا رسم بسمة بكلمة طيبة
هناك طرق كثيرة لا تعد ولا تحصى لرسم البسمة على وجوه الآخرين
فقط لو خرجنا من قمقم أحزاننا ورسمنا البسمة على شغاف قلوبنا
فقط لو تذكرنا نعم الله التي أنعم بها علينا
فقط لو ما سخطنا على ما فاتنا من حظوظ
فقط لو رسمت بسمةعلى وجهك فترى الدنيا مشرقة
كن جميلاً ترى الوجود جميلاً

2010/02/14

صور لولاية النعامة










2010/02/10

ايها الغائب

تغفو العيون وتتبعثر في زوايا روحك أيها الغائب
في كل مساء يا كياني والشتات
أحدق في كل صوب وأهديك الورود
وأنتظر ولوجي نحو قلبك
جروح الروح لا تهدأ أبدا ً
قبلة مغموسة بدمعة
أجسادا ً تتهاوى على أرض جوفاء
غريبة تلك المساحة
وسماء تنثر الدموع
مرآة عاكسة ملامحي
مختلفة قليلا ً هذه المرة
ضوء يولد من حولي
سأكون على مقربة من ذاكرتك
وأنفض التراب قرب ضحكاتك ثم أبكي
أغسل الحزن عن وجهي فصدري جريح
أدفن الحب هنا
وتطعنني غفوة أرهقتني
أدمنت شرايين قلبك
يا أنامل الليل ونهاية آلامي
تمنيت أن أبقى بقربك هنا
أسرح بغرامك لـ أرى بوح اكتسى بلون الـ أمواج
على موانىء نهاياتي
برد قارص وأرض جرداء
تلجم مبسمي بأنفاسك
عندها يحدثني نبضي
وأقف حائرة أمام شموخك
أنزف عشقا ً وأدفن أحزاني
أدفن جسدي وأرتدي ثياب حزني
وألازم صوتي المبحوح المقيد بالوجع
وأغرق بالـ ألم
فصول أربعة جميعها موجعة
غصن ورد وجفا
همساتي تنتحر
نبضات الـ أنين ترتجف
أحتضنك بكفوفي وأصافح الموت
ألملم بقايا الرماد على جثماني
وأهز مشاعري بصوت حزين
أحتاج أن أستقر
حيث أنفاسك
أحتاج أن أتنفسك
أحتاج أن أنزف وأنت معي
أحترق بوجعي
أتنفس وأختنق
حيث أنا أحتضن بروازي القديم
وفي يدي صورة تتكىء على عضدي
ملامحك أحاول أن أرشفها وأستبيح كل جزء تسكنها
أحتضن تفاصيل الوجع
وأبكي ويلفني ليلا ً طويل
يقبض على أوردتي
وأغوص في تعاستي
وأتعقب خطوتي ولحظاتي تزدحم
أدس أصابعي بهكذا جنون
أتنفسك وأعود ألتقط حلمي الدفين
وأرتب أنا أناملي
فمن أكون؟؟
في عالم ملىء بالجنون
قد أعتراني السكون
يا أيها الدفء الحنون